I would like to thank Dr. Abdul Sattar J. Addie, Editor-in-Chief
of the distinguished journal, al-Aqlam (Pens), for sending me the translation of
my July 28th post from The New
Middle East, “10 Steps for Combating ISIS Terrorism in Iraq and Syria,”
that was published by the Iraqi daily newspaper, al-‘Alim.
فيما تستمر
ادارة الرئيس اوباما بتقييمها للموقف العسكري في العراق، تواصل ما تعرف بالدولة
الاسلامية في العراق والشام تعزيز قبضتها على المناطق التي استولت عليها في العراق
مؤخرا. وما تزال جماعات داعش تعمل بشراسة من اجل القضاء المعارضة المناهضة لها،
وتلقين فكرها لهؤلاء الذين يعيشون تحت سيطرتها، فضلا عن توسيع رقعة نفوذها من خلال
التمويل لا سيما عبر التحصل على اموال من بيع النفط بغية خلق شبكة اقتصاد من
العملاء والمشترين.
Photograph of ISIS published by al-'Alim |
لكن هزيمة
داعش تتطلب الخوض في صراع طويل الامد. فما الذي يمكن القيام به على المدى القصير
بغية مواجهة ومناهضة المكاسب والنجاحات التي حققها تنظيم داعش الارهابي لغاية
الان؟
ان مما يثير
القلق، وبمعزل عن عضو مجلس الشيوخ جون مكين وعدد محدود من المحللين السياسيين
والعسكريين في الولايات المتحدة والغرب، انه لم يكن هنالك سوى نقاش محدود نسبيا
بخصوص الكيفية التي يمكن من خلالها مواجهة ارهاب داعش.
فضمن جلسة استماع ساخنة لمساعد وزير الخارجية الاميركي
لشؤون العراق وايران بتاريخ 24 من تموز الماضي امام لجنة العلاقات الخارجية
التابعة لمجلس الشيوخ، وجه مكين السؤال للمساعد بريت ماكغورك عن سبب عدم توجيه
ضربات ضد مليشيات تنظيم داعش، لاسيما تلك التي تعمل ضمن الطرق غير المحروسة في
الصحارى. لكن لسوء الحظ، لم يتمكن ماكغورك من تقديم اجابة معقولة ذات مغزى.
ومع التقارير
التي اشارت الى دعوة داعش لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية واليمن للمجيء الى
سورية ومحاولة بناء قنابل لا يمكن كشفها، ويمكن نقلها الى الخارج عبر الطائرات
التجارية، فأن تهديد داعش بات يأخذ طابعا كونيا. من الواضح ان ادارة الرئيس اوباما
يجب ان تتصرف بسرعة اكبر بغية مواجهة هذا التهديد. فالنموذج الايجابي لنجاح تنظيم
داعش العسكري يقدم للمنظمات الارهابية في الشرق الاوسط وافريقيا مثلا اعلى يحتذى
به.
ان القوة
العسكرية التي تمكنت الى الان من الوقوف بوجه داعش بكفاءة تتمثل في قوات البيشمركة
الكردية (وتعني بالكردية من يقاتلون حتى الموت)، فضلا عن المقاتلين الاكراد في
مناطق شمالي شرق سورية. لكن مع استيلاء تنظيم داعش على كميات كبيرة من الاسلحة
الاميركية التي تخلى عنها الجيش العراقي شمالي البلد، بما في ذلك ما يقدر بـ1500
من عربات الهمفي اميركية الصنع المدرعة والمجهزة بصواريخ تاو الموجهة المتطورة، فأن
القوات الكردية في العراق وسورية باتت تواجه تحديات كبيرة في معركتها ضد قوات
التنظيم الارهابي.
في واقع
الحال، وعبر المعارك التي جرت مؤخرا في مدينة جلولاء التابعة لمحافظة ديالى، تمكنت
قوات البيشمركة من استعادة منطقتين من تنظيم داعش، لتضطر لاحقا لخسارتها لصالح
التنظيم بعد ان انسحبت جراء نفاذ الذخيرة. وفي هذه الاثناء، واجهت قوات الاكراد
السورية هجمات شرسة من قبل تنظيم داعش في مناطق شمالي شرق سورية، هجمات ما تزال
مستمرة وتشتد وطأتها مع استقدام التنظيم المتشدد لاسلحة وعتاد اميركي اكثر الى
مسرح العمليات العسكري.
وفيما يلي 10
خطوات مقترحة يجب اتخاذها ضمن الصراع الحالي بغية هزيمة تنظيم داعش.
الخطوة
الاولى: لا بد لادارة الرئيس اوباما من توجيه الطلب فورا لمجلس الشيوخ بغية تقديم
مساعدات وتجهيزات عسكرية عاجلة لقوات البيشمركة، بما في ذلك الاسلحة والمستشارين
العسكريين. ولا بد من اتخاذ كل الخطوات وبذل كل الجهود بغية تجهيز البيشمركة
بالاسلحة والدعم المادي الذي تحتاجه كي يكون ممكنا منع تنظيم داعش من تحقيق اي
مكاسب مستقبلية في مناطق شمال العراق. كما يجب اتخاذ اجراءات اخرى اضافية بغية
تحقيق تنسيق عسكري ما بين قوات البيشمركة الكردية والقوات العراقية وتلك الكردية
السورية كي يكون ممكنا ضمان تحقيق فعالية اكبر في محاربة داعش وحماية المدنيين
الاكراد من اي مذابح محتملة قد تعمد اليها مليشيات التنظيم الارهابي ضدهم.
الخطوة
الثانية: لا بد للولايات المتحدة من توفير مستشارين عسكريين اميركيين يعملون الى
جانب قوات البيشمركة الكردية بغية تحسين قدرتها ورفع مستوى هجماتها ودفاعاتها ضد
قوات تنظيم داعش. ويتضمن هذا الكلام توفير الاميركيين لكادر تقني متخصص قادر على
العمل على اكثر وسائل جمع المعلومات الاستخبارية تعقيدا بغية تحسين كفاءة قوات
البيشمركة العسكرية.
الخطوة
الثالثة: يتباهى تنظيم داعش كثيرا بما تمكن من الاستيلاء عليه من المناطق عبر
العلامات التي تشير الى وجوده فيها. وباتت شعارات ما تعرف بـ"دولة
الخلافة" موجودة في كل مكان من تلك الاراضي. لكن الطائرات الاميركية المسيرة
يجب ان تنفذ هجمات جوية بصفة مستمرة ضد كل المعابر الحدودية ومباني الادارة
الحكومية وما تعرف بالمحاكم الشرعية لدولة الخلافة، فضلا عن وجوب مهاجمة اكداس
وشحنات الاسلحة المنقولة داخلها.
لذلك، فإذا
ما امكن تدمير المعابر الحدودية، فسيكون من المستحيل على تنظيم داعش ضمان تدفق
السلع والمواد العسكرية الى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
كما يجب شن
الهجمات ضد المباني التي يعمل من خلالها تنظيم داعش داخل المناطق الحضرية في ساعات
الصباح الباكر بغية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
كما يجب على
الولايات المتحدة تشكيل وحدات قوات خاصة تشتمل على اميركيين وبيشمركة واردنيين
وعراقيين من افراد القوات الخاصة المتخصصة بمحاربة الارهاب، وبتدريب اميركي. ويجب
تعريف دور هذه الوحدات من خلال تحديد الاهداف النفطية التي تمثل شريان الحياة
الضامن لتمويل التنظيم. كما يجب تدمير الآبار النفطية التي يستخدمها التنظيم من
خلال الهجمات الجوية، عدا عن وجوب تدمير الطائرات الاميركية من دون طيار للمصافي
النفطية المتنقلة التي يديرها التنظيم بغية انتاج البنزين واطئ الجودة.
كما يجب ان
تتولى وحدات مكافحة الارهاب المشتركة مسؤولية تحديد وتعريف تلك الاهداف، لاسيما
المتحركة منها، كي يكون ممكنا تدميرها على اساس متواصل. واذا ما بات متعذرا على
تنظيم داعش الحصول على النفط وتوفير وقود البنزين للمناطق التي يتحكم فيها، لا
سيما في الموصل، عندها ستنهار المدينة ويعم الاستياء في انحاءها.
الخطوة
الرابعة: لا بد للولايات المتحدة من بدء حملة دبلوماسية ضخمة بغية عزل تنظيم داعش.
ومن بين الوسائل التي يمكن ان تحقق هذا الهدف ان يتم اسقاط الآلاف من المنشورات
التي توثق لعمليات الاعدام والاساءات بحق النساء وتهجيز الاقليات في المناطق تخضع
لسيطرة التنظيم. كما يجب توثيق فساد التنظيم، بما في ذلك عمليات السطو على المصارف
وابتزاز التجار واستخدام الاموال التي يحصل عليها التنظيم من خلال بيع النفط بغية
ملء جيوب قيادات النظيم الارهابي.
كما ان هدفا
آخر مهما لا بد من السعي لتحقيقه يتمثل في ضرورة بث ونشر هذه المعلومات من خلال
محطات الاذاعة والقنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي بغية لفت انظار
الناس الذين يعيشون تحت حكم وسيطرة التنظيم، وعلى غرار راديو اوروبا الحرة الذي
كان يبث ابان ايام الاتحاد السوفيتي الشيوعي السابق.
الخطوة
الخامسة: لا بد للولايات المتحدة وحلفاءها المحليين من تأسيس محطات اذاعية وقنوات
تلفزيونية فضائية تبث لـ24 ساعة وتعرض لاراء رجال دين سنة يوثقون ويبرهنون على مدى
انحراف تنظيم داعش عن الاسلام الحقيقي. ولا بد لهذه البيانات والاراء ان تستشهد
بآيات من القرآن الكريم والحديث والسنة النبوية التي تبرهن على ان اعمال داعش لا
صلة لها بالاسلام الحقيقي وانما تتناقض كليا وجذريا مع تعاليمه السمحاء.
ومن بين هذه
الآيات، الآية رقم 256 من سورة البقرة "لا اكراه في الدين." لذلك، ومن
خلال اجبار تنظيم داعش للعراقيين والسوريين على تبني رؤيتهم المنحرفة للاسلام، فأن
هذا التنظيم الارهابي يحرف كلمة الله الحق بكل وضوح. ومن بين الامثلة الاخرى، تأتي
الاية القرآنية التي تقول "من قتل مؤمنا متعمدا (فمأواه جهنم) السورة 4-93.
وها هي فضائع تنظيم داعش ضد المدنيين الابرياء تتناقض، مرة اخرى، مع تعاليم القرآن
الكريم.
الخطوة
السادسة: كما كانت الحكومة العراقية تصنع ابان العامين 2003 و 2004، لا بد من عرض
ارهابيي داعش المعتقلين على شاشات التلفزيون مع بث اعترافاتهم على وسائل التواصل
الاجتماعي، بغية شرح وتفسير طبيعة الاعمال والانشطة الارهابية التي تورط فيها
هؤلاء المنحرفون والاسباب من وراء ذلك. ولا بد لرجال الدين من استجواب هؤلاء
الارهابيين وسؤالهم عن تبريراتهم الشرعية لتلك الاعمال التي اقترفوها.
وسوف يكون
واضحا على الفور من خلال استجواب افراد داعش ان هؤلاء لا يعلمون شيئا عن الاسلام
وتعاليمه الدينية من خلال الشعارات الارهابية التي تبنوها وتم تلقينهم بها من قبل
قادتهم وزعمائهم المتطرفين. ولا شك ان من شأن سجالات من هذا النوع ان تقوض ادعاءات
تنظيم داعش بتمثيله للاسلام الحقيقي.
الخطوة
السابعة: لا بد من تخصيص مكافآت مالية كبيرة مقابل الامساك بقادة تنظيم داعش،
السياسيين منهم والعسكريين. كما لا بد من تقديم المكافآت المالية عن اية معلومات
تقود او تؤدي الى قتل او اعتقال هؤلاء الافراد المطلوبين.
الخطوة
الثامنة: لا بد من تسليط الضغوط على تركيا بغية منع الشبان القادمين من اوروبا
وباقي المناطق الاخرى الذين يستخدمون اراضيها للعبور الى سورية والانضمام الى
تنظيم داعش وباقي التنظيمات الارهابية الاخرى. كما يجب على الولايات المتحدة
الاميركية ان توصل الى حكومة اردوغان رسالة واضحة مفادها ان فشل الاخيرة في منع
عبور هؤلاء المتطوعين سيجبر الادارة الاميركية على الاعلان صراحة عن ارتخاء الجهود
التركية التي يفترض انها ترمي للسيطرة على الحدود مع سورية. وفي الحقيقة، فأن
الكثير من الاتراك اتخذوا موقفا ناقدا لحكومة اردوغان وسياستها الحدودية مع سورية.
الخطوة
التاسعة: لا بد للولايات المتحدة من الضغط على الحكومتين السعودية والقطرية بوجه
خاص، الى جانب باقي حكومات دول الخليج الاخرى، بغية منع تدفق الاموال والامدادات
التي يقدمها مواطنوهم لدعم قوات تنظيم داعش. ان عواقب عدم التصرف بغية منع تدفق
هذه الاموال لصالح التنظيمات الارهابية في العراق وسورية تعد خطيرة جدا، وبالتالي،
فلا بد من كشف عدد مرات وتواريخ شحنات الاموال فضلا عن اسماء الممولين الذين
يقدمون هذه الاموال لصالح التنظيم الارهابي المتطرف.
الخطوة
العاشرة: لا بد للولايات المتحدة من ان تتقارب مرة اخرى مع الجماعات العربية
السنية في شمال العراق، جماعات مثل الشبكة العشائرية للشيخ ابراهيم الطائي التي
اعلنت عن حمايتها للطائفة المسيحية في محافظة نينوى. وبالتدريج، فلا بد للولايات
المتحدة من تشجيع اعادة بناء حركة الصحوة التي تستطيع التعبئة والتحرك بغية محاربة
قوات تنظيم داعش.
وبما ان
هنالك تحركا مستمرا من جانب تنظيم داعش يرمي لفرض تدريجي لسيطرتها وقوانينها
المتشددة على العشائر العربية السنية، فأن هذا الوضع سيخلق صدوعا مؤكدة بينها وبين
تلك العشائر العربية، لا سيما تلك العشائر التي لا تشكل جزءا مستفيدا من شبكة
الاتباع المستفيدين -المركزية- من عمليات بيع وتوزيع البنزين.
بما ان
التقييمات العسكرية الاميركية الاولية اشارت الى ان العديد من فرق الجيش العراقي
إما مخترقة من قبل المليشيات المؤيدة لايران او أفراد داعمين للسنة المتطرفين، فأن
الوحدات الوحيدة المتبقية التي يثق بها الاميركيون، مثل وحدات النخبة المتخصصة
بمكافحة الارهاب، يجب ان يتم اشراكها دون غيرها في الجهود الاميركية الرامية
لهزيمة تنظيم داعش. لقد اوضح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بما لا يقبل اللبس
انه لن يعمد الى اصلاح الجيش العراقي، لذلك فأن هذا الجيش العراقي بصورته الحالية
يجب ان لا يلعب دورا في الخطط الاميركية المباشرة الرامية لمحاربة ودحر تنظيم
داعش.
لقد اعلن
المالكي، حينما تمكن تنظيم داعش من احتلال اجزاء واسعة من محافظة الموصل شمالي
العراق بداية شهر حزيران الماضي، انه لن يسمح لقوات البيشمركة الا بتقديم دعم
واسناد لقوات الجيش العراقي، وذلك شريطة ان يقدم الاكراد تعهدات بسحب قوات
البيشمركة فور انتهاء المعارك. ولا شك ان ردة فعل المالكي تلك تعكس رؤيته لذلك
الهجوم الحتمي من خلال عدسته السياسية الخاصة بدلا من عدسة ما يفترض انه زعيم يمثل
كل العراق بمنصبه كقائد عام للقوات المسلحة، قائد يضطلع بمسؤوليات ومهام حماية
الامن الوطني للبلد.
لذلك، ومع
ترجيح قوي لاستبدال المالكي برئيس وزراء آخر، فأن الجيش العراقي قد تعاد هيكلته
وتنظيمه ليصبح قوة وطنية مهنية ومحترفة. ولا يجب على الولايات المتحدة الاعتماد
على هذا الجيش العراقي الحالي قبل ان يتحقق هذا التحول المنشود. وختاما، لا بد من
الاشارة الى ان المئات وربما الآلاف من العراقيين العاديين يحاولون حاليا محاربة
تنظيم داعش بقوة وكفاءة. ولا بد للولايات المتحدة من مشاركة هؤلاء جهودهم باقصى
سرعة ممكنة ليس بغرض التصدي للتهديد الوجودي الذي يمثله تنظيم داعش على العراق
وحسب، وانما التهديد الذي يمثله هذا التنظيم المتطرف للشرق الاوسط والعالم اجمالا،
على حد سواء.
*ترجمة الهادر المعموري؛
خاص بـ"العالم".
No comments:
Post a Comment