سيكولوجيا الاحتجاج في العراق
أفولُ
الأسلمة .... بزوغُ الوطنياتية
المؤلف: د. فارس كمال نظمي
دار النشر: دار سطور للنشر والتوزيع- بغداد
سنة الإصدار: 2017
عدد الصفحات: 179 صفحة.
يتبنى فارس
كمال نظمي في كتابه الجديد الفكرة القائلة أن نزعة الاحتجاج ظلت أمراً ملازماً
لشخصية الفرد العراقي بسبب الطابع التأزمي المستمر للعلاقة بين الفرد والسلطة منذ
تأسيس الدولة العراقية 1921م حتى اليوم.
ومع بدء حقبة الأسلمة السياسية 2003م، على يد الحاكم الأمريكي المدني للعراق، جرى امتصاص نزعة الاحتجاج المجتمعية، وإعادة إنتاجها هوياتياً لتتخذ مساراً عدائياً تفريغياً نحو "أعداءٍ" طائفيين وهميين، ولكن بحلول سنة 2010م، كانت قد انتهت مرحلة الاقتتال الطائفي التي لم تفلح في تهشيم الهوية الوطنية إلا جزئياً، فبدأت نزعة الاستياء والاحتجاج بالتفتح مجدداً بتأثير عاملينِ متضامنين جدلياً هما: بزوغ الهوية الوطنية واشتداد الحرمان بأنواعه.
من هذه اللحظة
المفصلية التي اتضحت معالمها أواسط 2010م يبدأ هذا الكتاب طرحَ موضوعاته ورؤاه، إذ تتدرج مقالات الكتاب زمنياً لتلاحق أهم المعالم
السيكوسياسية الرئيسة في المسار الاحتجاجي المتصاعد منذ انتفاضة
"الكهرباء" في حزيران 2010م، مروراً بانتفاضة "جمعة الغضب" في
25 شباط 2011م، وصولاً إلى اندلاع الموجة الثالثة في تموز 2015م المستمرة حتى
اليوم، وما تخللها من تقارب بين المدنيين والصدريين في ساحات الاحتجاج؛ لينتهي
الكتاب بملحق عن اليسار واليساروية الاجتماعية في العراق.
استند فارس
كمال نظمي في كتابه إلى فرضياتٍ عديدة تم التصدي لها تحليلياً، لعل أهمها:
1- إن التغيير
السياسي القادم المرتقب في العراق إنما مصدره التآكل السريع والمستمر في شرعية
النظام السياسي المُدرَكة لدى الفرد العراقي؛
2- وإن النزعة
اليساروية الاجتماعية - مدنية كانت أم دينية- قادرة بمرور الزمن على اجتراح مسارت
فكرية تجديدية تعيد وضع الدولة على مسار الديمقراطية الاجتماعية عبر إحياء مبدأ
المواطنة المتساوية؛
3- وإن أحد
الاحتمالات المطروحة - التي يتبناها هذا الكتاب- لإنقاذ العراق، هو قيام كتلة تاريخية
تتجاور فيها المسميات الطبقية والدينية والمذهبية والعِرقية والحزبية، عمادُها
البشري جماهيرُ اليسار المدني والديني، لنقل البلاد من البنية العنفية للإثنيات
السياسية المتصارعة إلى البنية العقلانية للدولة الوطنية المدنية.
يعد هذا الكتاب بانوراما توثيقية
وتحليلية أفلح الكاتب من خلالها في تتبع مسارات شائكة ومعقدة وأحياناً غامضة
وملتبسة سلكتها النزعة الاحتجاجية في العراق بعد 2010.
فإلى جانب النزعة التحليلية للكتاب،
فإنه يتخذ طابعاً تنظيرياً واستشرافياً للمآلات المحتملة للحركة الاحتجاجية،
مقدماً عدة نماذج نظرية تصلح أن تكون مادة فكرية للنقاش والتداول على المستويات السياسية
والثقافية والأكاديمية.
*
* *
سيرة المؤلف
Biography
- د. فارس كمال نظمي
- أستاذ جامعي، وكاتب، وباحث في سيكولوجيا الشخصية والمجتمع والدين والسياسة.
- دكتوراه وماجستير وبكالوريوس علم النفس، وبكالوريوس
هندسة مدنية.
- رئيس الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي
- عضو الجمعية الدولية لعلم النفس السياسي .
- عضو الجمعية الأوربية لعلم النفس الاجتماعي.
- عضو الجمعية النفسية الأمريكية.
- عضو اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق.
- عضو هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية
في العراق.
- صدر له عدة كتب منها:
- الرثاثة في العراق: أطلال دولة..
رماد مجتمع
- الأسلمة
السياسية في العراق: رؤية نفسية
- المحرومون في العراق: هويتهم الوطنية
واحتجاجاتهم الجمعية
No comments:
Post a Comment