Captured Jordanian pilot, Muath al-Kaseasbeh |
Guest contributor, Sahim Haraizeh, is a student in the MA Program in Political Science - United Nations and Global Policy Studies, at Rutgers University, New Brunswick, New Jersey, USA
منذ اليوم الأول لسقوط طائرة سلاح الجو الملكي الأردني بيد مليشات
تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في محافظة الرقة شمال سوريا وأسر قائدها
الملازم طيار معاذ الكساسبة ، دخل الأردن في مواجهة مباشرة ومجهولة النتائج مع
التنظيم بالرغم أن مسؤولية سقوط الطائرة وأبرز تداعياتها تقع على عاتق التحالف
أولاً كون الكساسبة طيار بمجموعة ضمن قوات التحالف ، ومما لا شك فيه أن الأردن
الرسمي تعامل بتشدد مع التنظيم منذ بداية الأزمة
فيما يخص قضية الطيار، ما دفع بداعش لخلط أوراقه من جديد واتباع استراتيجية
مختلفه بتوجيهه رسائل قاسية للأردن والتحالف .
داعش ربط مصير حياة الطيار الكساسبة بالرهينة الياباني (كنجي غوتو) ، وتحرير
المعتقلة بالسجون الأردنية والمحكومة بالإعدام (ساجدة الريشاوي) زوجة (حسين علي
الشمري) الذي فجرنفسه بأحد فنادق العاصمة الأردنية عمان في العام 2005 وشقيقة (حجي
ثامر الريشاوي/أبو الزبير) الذراع الأيمن لعراب التنظيم وزعيم القاعدة في بلاد
الرافدين أبو مصعب الزرقاوي ومؤسس جماعة التوحيد والجهاد والتي أصبحت فيما بعد تنظيم
الدولة الإسلامية "داعش".
تنظيم الدولة يعي تماماً أهمية ورقة الكساسبة في وجه الأردن والتحالف
معاً ، لذلك لجئ الى تكيك جديد من خلال سيناريوهات متعددة لضرب الداخل الأردني
وخلق حالة من الفوضى والإنقسام وممارسة ضغوط مؤلمة من خلال ابتزاز الأردن واجباره
على تسليم ساجدة الريشاوي دون خطة مبنية على القادم في المرحلة المقبلة ، بالتالي وضع
حياة الكساسبة على المحك ، الأردن اليوم يرزح تحت ضغط شعبي وموجة إحتجاج من قبل
أسرة الطيار وكافة العشائر الأردنية كون الطيار هو إبن المؤسسة العسكرية الأردنية
"الجيش العربي" ، على الجانب الآخر الضغط الدولي الذي تمارسه الحكومة
اليابانية على الأردن لتحرير مواطنها.
على صعيد متصل لا يمتلك فريق خلية الأزمة الأردنية ترف الوقت لضمان وقف الضغط غير المبرر وغير
المفيد لفترة قادمة تتيح التعامل مع القضية بمزيد من الجهد حتى إطلاق سراح الطيار
، بلبلة الداخل الأردني وخلق صراع يفضي لصدام هو الهدف الاستراتيجي لداعش عن طريق
الحرب النفسية فالضغط الحالي يجعل التفاوض بناءاً على شروطهم.
في ظل معركة كسب الوقت التي نعيش ، علينا أن ندرك أن داعش تنظيم مختلف
عابر للحدود يحمل رؤية ويمتلك مقومات ولديه مشروع (توسعي-تطرفي) ينتشر بضراوة ويتمدد بعمق تنحصر أفعاله وأفكاره
بإطار ديني مبتور يؤمن بقطع الرؤوس إن لم ترضخ لرغابته وتنظر للآخر المختلف
بالعقيدة كمشروع قتل ليس أكثر.
ليس أمامنا اليوم المواجهة واستباق الحدث ضمن إطار وطني أردني يتجاوز
حالة التشرذم نتيجة إنعدام الثقة بسياسات الحكومات المتعاقبة والإيمان بحقيقة أن
الحرب ضد الإرهاب تضحية ومواجهة طويلة الأمد لتجاوز كافة التحديات الأردنية في
الإقليم المضطرب بسبب غياب دول محورية كسوريا والعراق والسيطرة على تنامي صعود
الإرهاب بالمنطقة.
No comments:
Post a Comment