Saturday, November 30, 2019

Aqeel Abboud - What will happen after 'Abd al-Mahdi's resignation?عقيل عبود - ماذا بعد استقالة عبد المهدي؟



في رسالة لمجلس النواب العراقي ، رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي يعلن عن أستقالته معزياً هذا القرار على أنه محاولة لحقن الدم العراقي ، وتجنيب البلاد المزيد من الفوضى والعنف. 

القرار جاء متأخراً جداً من الرجل ، والدماء سالت وشباب فقدوا حياتهم في رحلة التأكيد على مسؤولياتهم الكبيرة في الحفاظ على العراق كوحدة واحدة وفِي محاولة أعادة بناء هذا الوطن والذي عملت كل الكتل السياسية بمختلف مسمياتها وتوجهاتها على تفكيكه وتدميره

القرار جاء متأخراً جداً من الرجل ، والدماء سالت وشباب فقدوا حياتهم في رحلة التأكيد على مسؤولياتهم الكبيرة في الحفاظ على العراق كوحدة واحدة وفِي محاولة أعادة بناء هذا الوطن والذي عملت كل الكتل السياسية بمختلفمسمياتها 
وتوجهاتها على تفكيكه وتدميره.

لم تكن أستقالة الرجل منةٌ منه ، فهو أي عبد المهدي أعتاد على أن يقول أن
 أستقالتي في جيبي دلالة على أنه لا يكترث بأي منصب سياسي مهما كبر ، لكن أستقالته جاءت نتيجة الضغط الكبير والمستمر وعلى مدى شهرين أعطى فيها الشباب العراقي أنموذجاً يحتذى به من الانضباط والتمسك بأهدافه الرفيعة والمتعالية بسلمية تظاهراته وعفويتها رغم محاولات السلطة البائسة في ألصاق ابشع التهم للتقليل من شأن هذه التظاهرات ومحاولة ربطها بأجندات خارجية

 وحتى داخلية ، ومن خلال أستخدام العنف اللا مبرر للقضاء على هذه
 التظاهرات بعد أن عجزت السلطة أعلامياً من سلب مشروعية أهدافه.
لقد تجاهلت السلطة الحاكمة في العراق كل النداءات التي اطلقها الشباب العراقي بأحقية وجدية طلباتهم التي تتعلق بلزومية أحداث تغييرات جادة في مرافق الحياة كافة ، في التركيبة السياسية ، وفِي البناء الاقتصادي ، وفِي عملية التحول الاجتماعي المطلوبة لإحداث حالة وطنية جامعة تختفي عندها كل المسميات الطائفية المقيتة التي اعتاشت عليها سلطة الأحزاب المتنفذة بعد سقوط الطاغية وليومنا هذا.

لم تدرك السلطة الحاكمة كعادتها ، أنها أمام جيل يدرك ما يريد ومستعد أن يمضي في طريق الوصول الى أهدافه مهما كان الثمن ، فهو جيل محروم ، جيلٌ عطش للحرية وللعمل وللإبداع والمشاركة الجادة في عملية صنع القرار ، وهو جيل لا يملك أي شيء ليخسره أذا ما انتفض ، وهذا الجيل خطر جداً في المجتمع ، وكما وصفه الكاتب الأمريكي "جيمس بالديوين" ، "أن جيلاً لا يملك شيئاً يخسره هو أخطر شيء في المجتمع".

بالتأكيد هذا الوصف من قبل بالديوين يحتمل وصفاً سلبياً حدده واقع الكاتب الأمريكي ذو الأصول الأفريقية والذي عاش في فترة متأزمة معبئة بالقهر والفقر والحرمان والعنصرية التي كان يمارسها الرجل الأبيض ضد أناس لا يرى فيهم نوع من حياة تحترم ، لكن في العراق الحال مختلف ، فهذا الشباب المحروم يستمد من حرمانه كل أدوات ابداعه ورغبته في أحداث تغيير جدي وجذري في المجتمع العراقي.

هناك رغبة جامحة يمتاز بها الجيل الجديد في العراق ، تدفعه نحو الانفصال الكامل عن واقع مؤلم افرزته سياسات الحكومات المتعاقبة على حكم العراق بعد سقوط الطاغية ، وركزت هذا الواقع المؤلم سلوكيات سلبية لأجيال سابقة لهذا الجيل الجديد ، والتي لم تأخذ على عاتقها مسؤولية أحداث التغيير في واقعها المزري وهي بالتأكيد معذورة في ذلك ، لعمق الجرح الذي أصاب كرامتها في الصميم بعد أن رضخت واستسلمت لسادية نظام شوفيني عنصري تمثل في نظام حزب البعث ، وتصلبت في روحها وأفكارها عندما أمنت بقدسية لصوص وخطوط حمر.

هذا الجيل الجديد ، غسل عارنا جميعاً فأستحق عن جدارة أن يرفع هو وحده لا غيره شعار الامام الثائر الحسين ابن علي عليهما السلام "هيهات منا الذلة". الان نعود الى سؤالنا ماذا بعد أستقالة عبد المهدي؟ هي أول الغيث من دون شك ، وهي بداية أنهيار نظاماً محاصصاتي فاسد أوجدته قوة الاحتلال الأمريكي ودعمته قوى أقليميةً وأخرى محليةً تحت ذريعة وجوبية مشاركة الجميع في نظام ديمقراطي توافقي يحفظ للجميع حقوقهم وخياراتهم ، وتناسوا أن هذا النظام فاسد من حيث المبدأ ومن حيث التطبيق ، والحالة

اللبنانية ماثلة أمامنا بكل تجلياتها المرعبة. وهي أي الاستقالة بداية لبناء نظامٍ سياسي جديد تفرضه قوانين واضحة بمعاييرها الانتخابية والوطنية والمهنية ، والتي ستكون عاملاً أساسياً في التأسيس لدولة المواطنة التي تحترم فيها رغبات الأقليات وتحترم أيضاً رغبات الأغلبية السياسية والتي تفرزها صناديق الاقتراع.

هي أيضاً ستكون بداية لنهاية الفساد الذي استشرى في كل مفاصل الحياة في
 العراق ، في كل المؤسسات حتى القضائية منها.

ما يتبع هذه الخطوة يجب أن يكون على مستوى تضحيات الشباب العراقي ، فمحاولة القوى أو الكتل الفاسدة بأيجاد البديل لعادل عبد المهدي سوف لن تنتهي ، لان هذه الكتل تعيش حالة انفصام لا مثيل لها ، فهي لا زالت تشعر أنها يجب أن تكون جزء من الحل وأنها أخلاقياً مؤهلة لذلك ، وهذا لعمري هو الخسران المبين.

فكيف لمن يكون هو أساس المرض أن يعطي العلاج لهذا المرض؟ أشكالية أخلاقية تعيشها هذه الكتل الفاسدة ، بالإضافة الى أشكالاتها الفكرية والبنيوية والتي لم تعمل هذه الكتل على إعادة زيارتها من جديد وأحداث ماهو مطلوب منها للتغيير.

بالتأكيد ، الشارع العراقي يمتلك البديل المستقل والمهني والنزيه وهناك أسماء كثيرة لقيادة مرحلة انتقالية يتم خلالها أحداث تغيرات في قوانين الانتخاب وإعادة النظر في بعض فقرات الدستور المخيفة والتي تنطوي تطبيقاتها على مخاطر تمس وجود العراق برمته ، وأنا هنا لست بصدد عرض أسماء معينة بذاتها وأن أمتلكت الحق في ذلك كباحث سياسي مستقل ، لكن الامر يترك للشباب العراقي وللناخب العراقي لكي يختار من يراه مناسباً وهو قادر على ذلك.

بالتأكيد ، مخاضات الديمقراطية في مجتمعات عانت كثيراً تحت سطوة حكومات شمولية متجبرة ، مخاضات عسيرة ومؤلمة ومكلفة ، لكن نهاياتها رائعة. وتجربة العراقيين مع النظام الديمقراطي الذي يرغب به الشباب العراقي والجيل الجديد تجربة مريرة ، لكنها تحسب للعراقيين بكل أخطائها وسلبياتها ، فالديمقراطية نظام متماسك متشابك في مسيرته التاريخية التي لا تنفصم حلقات سلسلتها.

فالنظام الديمقراطي المحترم هو وسيلة تقود الى غاية مفادها نقل الانسان من التوحش الى التمدن ، كما هو حالة الوطن الذي ينقل الانسان من التوحش الى التمدن حسب تعبير المفكر نصيف نصار ، وأن ما جرى منذ ١٦ سنة في العراق هو ماضي كلنا شاركنا في حركته وفساد أحداثه ، وأن صراعات هذا الماضي يجب أن تكون خلفنا ، ليست أمامنا أو الى جانبنا على حد قول المفكر المغربي محمد عابد الجابري.

الجيل العراقي الجديد الخارج من تحت رماد فساد أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب العلمانية والتي وضعت جانباً كل قيمها ومبادئها من أجل الحصول على مكاسب مادية لا قيمة لها ، هذا الجيل عازم على أحداث ثورة كبيرة تكون نتيجتها الحتمية هي وطن يتسع للجميع.

يشرفنا أن يكون الأستاذ عقيل عبود مؤلفًا مساهمًا في مدونة "الشرق الأوسط الجديد"

!يسألونك عن الوطنية I want to ask you about patriotism!

ينشر هذا المقال من قبل جعفر جعفر ، وهو محلل ثقافي وناشط من بغداد أصلاً أصلاً 

ليس الشعور بالوطنية كلمات يرددها الواهمون على انهم وطنيون او لانهم عملوا على التنديد او الهتاف بسقوط الحاكم المستبد من خارج الحدود  ، او ضرب دائرة حكومية ، او تفجير مؤسسة يكون  المستفيد الاول منها هو الشعب وفي اخر المطاف  يأتوا ليقبضوا ثمنها كخدمة جهادية. لا اعتقد هذا ولا ذاك. 


برأيي ان الشعور بالوطنية أعمق من هذا. عندما تضع رأسك على الوسادة ليلا وتستعيد شريط احداث اليوم وتبدأ بمحاكات نفسك وتسألها لماذا صغارنا يفترشون الارض في صفوف المدارس التي لم يبقى منها غير الاسم ...شبابيكها مهشمة تتحرك كلما لامستها رياح الشتاء الباردة ؛ صفوفها  متخمة بأعداد الطلاب الذي تجاوز كل الحدود المسموح وغير المسموح بها في أنظمة التعليم في كل أنحاء العالم بحيث لم يترك مجالا للمدرس لكي يمارس حقه الطبيعي داخل الصف وهو الوصول الى السبورة لشرح الدرس ...

ولماذا لا نستطيع ان نفعل شئ ازاء كل الذي يحدث؟! او ترى الصغار يتزاحمون على تقاطعات الشوارع يتسولون راكبي السيارات من اجل الحصول عل لقمة العيش في اخر النهار.

الشعور بالوطنية عندما تسمع انفجار ارهابي استهدف مواطنين ابرياء يعتصرك الألم وتهرب منك الكلمات وتقفز أمامك صور اشلاء الأطفال والنساء التي تناثرت على امتداد البصر او عندما يجهز  الإرهابيون  على ارثك الحضاري يحطمونه بمعاولهم الغبية يعتصر قلبك الألم وتدمع عيناك.  

الشعور بالوطنية هي ان  يتقوس ضلعك وشخصيتك تنهار وانت تشاهد المرضى يفترشون الارض بسبب قلة الاسرة وشحة  الدواء في بلد تختزن ارضه ثروات لا حصر لها ولا عد لكنها أصبحت نهبا للسراق بينما الفقراء ليس لهم سوى فتات موائد الكبار. 

الوطنية هي ان يوخزك ضميرك عندما ترى أسواق البلاد تغص بمنتجات مصانع البلدان الاخرى بينما معامل ومصانع البلاد معطلة بفعل فاعل. 
الشعور بالوطنية هي ان  يعتصرك  الألم وتعتريك الحسرة عندما تنظر الى وجوه الشباب في الدول الأقل ثراءا من بلدك وهي تنبض بالحياة وترتسم على وجهوهم البهجة والسعادة والأمل اما شباب بلادك  تراه محبطا منكسرا دائم البحث عن سراب أمل في ركام الحياة المعطلة. 

الشعور بالوطنية هي شعورك بالحسرة عندما تخرج في الصباح الباكر الى العمل وانت في بلاد الغربة  وتلاحظ العمال منهمكين في احد مواقع العمل اما لتوسيع طريق عام او تشييد  مستشفى جديد او مجمع سكني او تجديد لشبكة مياه او غيره وتستحضر في نفس الوقت صورة الحياة المعطلة  في بلادك الا من ضجيج السيارات التي تختنق بها الشوارع.  

الشعور بالوطنية عندما تخنقك العبرة ويعتصرك الألم وانت ترى الفقراء يبحثون عن قوت يومهم  في المزابل!

الشعور بالوطنية هي ان تنزعج عندما ترى امنيات ومطالب شعبك ماهي الا حقوق أساسية تتمتع بها حتى الشعوب الفقيرة منذ زمن طويل.

الشعور بالوطنية ان يعتصرك الألم عندما ترى الكثير من  الجهلة والسراق  قد تسيدت وأصبحت تحتكم على مقدرات الشعب اما اعزة الناس فأصبحت منسية جل ما تتمناه البقاء على قيد الحياة  حتى وان كانت تعيش على هامشها!

الشعور بالوطنية ان تنتابك الحسرة والألم عندما ترى السياسيين وقادة البلاد  يعمرون الارض ويبنون القصور لأنفسهم وحاشيتهم بينما يترك الوطن خربة مهملة  ليس للمواطن فيها سوى العشوائيات. 

الشعور بالوطنية ان يمتلأ صدرك بالغيظ عندما ترى سراق المال العام الذين يشهد العالم على تورطهم بنهب أموال الشعب يستقبلون احسن استقبال في دواوين  الحكومة.   
الشعور بالوطنية .....

                                  Twitter:JabbarJaafar@jabjafar
                                  Facebook:Jabbar Jaafar